الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون


بسم الله الرحمن الرحيم
(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب) (الزمر 9)

1.عنوان كثيرا ما سمعناه وهو (فريضة العلم) ولعله تأتى من الحديث النبوي (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) وهو واحد من الأحاديث المسلم بها عند الفرقتين.
الفريضة من مادة فرض أي الوجوب الحتمي والقطعي وهنا لنا الإشارة الى الوجوب والاستحباب الشرعيين فقد كان في صدر الإسلام يطلق عليه المفروض والمسنون وقليلا ما تطلق الواجب اما المستحب فهي من مستحدثات الفقهاء.
وهنا الإشارة الى ان تحصيل العلم فرض من فرائض الإسلام كالصلاة والصوم.
2.هناك فكرة طبقية وهي ان يختص العلم بأثرياء الناس وحاول الطغاة جاهدين على مر العصور ترسيخها والحقيقة لا علاقة ذاتية بين العلم والغنى والفقر والبؤس والفقر ان لم نقل ان الامر على عكس ما يتصورون!
3.ان واحد من التعليمات التي أكد عليها الإسلام ايما تأكيد هي التدبر والتفكر في سيما في مخلوقات الله للوصول الى اسرار الخليقة وبذلك فهو يحذر من التفكير السطحي فهو سهل ميسور ولكنه عديم الفائدة فضلا عن اضراره.
وهنا نشير الى ان الإسلام قد جعل التوحيد ركنه الأساس كونه مرتبط بالعقل الباطني ولا علاقة له بالتقليد والأعراف!
فمن ناحية نجد عدم جواز التقليد في أصول الدين واولها التوحيد الزم واوجب التدبر والتفكر فيه من ناحية أخرى!
طبعا لم يلقي الإسلام الناس في بحر يأمرهم ان لا يتبللوا به! بل ذكر القران امثلة لهذا التفكير منها (ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار) (والقمر قدرناه) .... الخ) (البقرة 164) ولو ان أحدا لم تره عيناك يؤلف كتابا ثم يرسل اليك ان اردت معرفتي حق المعرفة اقرا كتابي هذا ويخصص لك بعض الفصول فلا شك انك تبذل اقصى الجهد لتحقيق تلك المعرفة وفهم الكتاب بالرجوع الى أستاذ والى المراجع المساعدة كالكتب المختلفة حينها يمكن المعرفة والا فالنظر الى الجلاد لايكفي على الاطلاق!
4.مهما تكلمنا عن العلم في الإسلام والمقابل يرى الشعوب الإسلامية من اكثر الشعوب جهلا وكل ذلك بسبب الخطب الرنانة دون الالتفات للعيوب الحقيقية للمجتمع.
احد المستشرقين الالمان يزور احد المراكز الإسلامية ويقرا في مجلة على الغلاف هذه الاحاديث التي توجب العلم فسئل مستغربا اعندكم دين يولي العلم هذه الأهمية ويوجبه دون فرق بين الذكر والانثى والفقير والغني وانتم بهذا الحال؟!
 فمما يذكر ان العلامة شرف الدين العاملي بعد ان الف كل تلك الكتب القيمة التفت الى الشيعة في لبنان فراهم افقر الناس واجهلهم واحطهم شانا ليس فيهم الطبيب ولا منهم المهندس وتغلب على طبقتهم الحمالون والكناسون والعمال فالتفت الى نفسه وقال اذا كان هذا حالنا فما فائدة كتبي؟! سيقول الناس لو كان التشيع منجيا لنجى أصحابه حينها انصرف الى النشاطات العملية فعمد لتاسيس المدارس والمعاهد والجمعيات الخيرية حتى استطاع إيجاد نهضة وحركة رفعت مجتمعه الى وضع افضل.
5.وهنا لنا ان نسأل لماذا هذا التناقض بين الإسلام والمسلمين حول العلم هناك عدة أجوبة :
الأول : الحالة الاقتصادية التي عاشها المسلمون عموما والشيعة خاصة .
الثانية : الحالة الأمنية للشيعة خاصة.
الثالثة : التعظيم الذي اولاه القران للعلم قد رفع ووضع للعالم فصار الناس بدل ان يعظموا العالم فيستفيدوا بعلمه انشغلوا بتقبيل يده .
الرابعة : بعض المتعلمين حولوا المنبر الحسيني من وضع المدرسة الى حسينية !

6. .ورد في الحديث (ص) : (الجكمة ضالة المؤمن ياخذها أينما وجدها) ويقول علي (ع) : (الحكمة ضالة المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا احق بها وأهلها) وقال أيضا (الحكمة ضالة المؤمن فخذوها ولو من اهل النفاق) ويقول السيد المسيح (ع) : (خذوا الحق من اهل الباطل ولاتاخذوا الباطل من اهل الحق كونوا نقاد كلام).
وخلاصة القول ان الشرط الوحيد في تلقي العلم هو كونه صحيحا متفقا مع الحقيقة بصرف النظر عن الملقي اما اذا شك في صحته فيجب التأكد .
وهنا في القلب غصة نود الإشارة اليها وهي ان كثيرا من الحالات المأساوية يقصر عنها المسلمون انفسهم ويأتي الكفار من اقصى الأرض ليصلوا الى مناطق نائية كالارياف والمناطق الفقيرة في العراق او دول افريقيا او اسيا ولايصل اليها المسلمون الا اللهم لجلب الحقوق او جمع المجاهدين ليفجروهم في العراق!
وهنا نحن من جانب لانقف بوجه من يريد مساعدتنا في المستشفيات او الجامعات والمؤسسات العلمية لان الانسان المتعلم خير ولكن نقول مايقوله النبي (ص): (من احيا ارضا مواتا فهي له) فهذا القانون تشريعي ينطبق على الأرض ويصدق على الأمور التكوينية أيضا.
وهنا نشير ان لو جاء أناس وانقذوا الامة من معاناتها وساعدوها في ستراتيجيات حياتها هنا النتيجة أكيدا سيملك هؤلاء قلوب الناس واهوائهم وهذا ليس شرطا ان ينقلب الناس مسيحيين ولكنهم لن يكونوا مسلمين!
وهنا يقف الناطقون باسم الله ويرفضون كل ذلك ويكفرون الجميع دون ان يعطوا أي حل لا لشيء الا لانهم متنعمون ويحسدون الناس على ما أتاهم الكفار!
Unknown Web Developer

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق