الثلاثاء، 4 نوفمبر 2014

أطلبوا العلم ولو بالصين


أطلبوا العلم ولو بالصين


1-.ورد في الحديث انه (ص) قال : (أطلبوا العلم ولو بالصين) والظاهر ان سبب ذكر الصين ان اكثر ماوصلوا اليه آنذاك هي الصين او لعل الصين كانت معروفة بالعلوم والصناعات .
هذا الحديث يقول ان ليس لطلب العلم مكانا معينا كما ليس له وقت معين فبعض الفرائض لاتؤدى الا بمكان مثل الحج في مكة على بيت بناه إبراهيم وابنه وهناك لاتؤدى الا بزمان مثل شهر رمضان اما العلم فلا هذا ولاذاك .
وهنا لنا ان نشير الى موضوع هو في غاية الأهمية في المنظور الإسلامي وهي الهجرة (ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله) (النساء 100) (فلولا نفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين).
2.رغم الاتفاق على متن الحديث الا ان الاختلاف لازال في مضمونه فعلماء الكلام يقولون المعني بحديث النبي (ص) هو علم الكلام وكذا علماء الاخلاق او الفقهاء او التفسير او اهل الحديث او الفلسفة او السلوكيين والمتصوفة وهذا لايمكن باي حال من الأحوال اذ لو قصده النبي (ص) لخصصه بعينه وهذا ماكان ليكن!
وللأسف جرى الاصطلاح للقول بان هناك علوما دينية وأخرى غير دينية والدينية هي ماتدور حول المسائل الدينية وماسواها ليس دينيا وهي غريبة على الدين والعلم المفروض تحصيله بحجة انها علوم دنيوية والحقيقة ان العارف بالمفهوم الإسلامي لاتصدر منه ترهات كهذه وهذه النظرة تنسجم مع عمل المسلمين في العصور المتاخرة حيث ضيقوا من دائرة العلم والمعرفة الى حدود علمهم ومعرفتهم الذي غالبا ماكان علما بالخمس ومعرفة بالمتعة والمسيار وجهاد النكاح الخ.
ثم ماتفسير حديث النبي (ص) في ان ناخذ العلم ولو من المشرك او المنافق او من الصين حتى!
ثم لنا ان نلحظ سيرة المعصومين (ع) فرغم نقدهم لكل منكر وان كان من خلفاء السوء فلم نر منهم نقدا لتلك العلوم .
كما وان القران ذكر العلم مطلقه لا بالتخصيص وأول ما علم به (اقرا) ثم ذكر مصاديقا لخلق الكون وقضايا فيزيائية عميقة!
وهل لي ان اسئل لماذا نعتبر النحو والصرف من العلوم الدينية؟ اليس لان فيها نفعا وفائدة للاسلام .
لماذا ندرس شعر امرؤ القيس عن الحب والغرام وشعر ابي نؤاس عن الخمر بحجة انه يساعدنا في فهم النص!
أذن المقياس عند الإسلام كون العلم نافعا ام لا لاغير .
3.البعض يخصص الحديث بالذكور دون الاناث فتحرم النساء من التعليم بحجج واهية والحال ان تعابير من هذا القبيل (مسلم,مؤمن,كافر,منافق الخ) او حتى الرجل في الموارد التشريعية فعندما يسئل الامام رجل فعل كذا وكذا ماحكمه وهكذا اذن بعض المواضيع لايقبل العقل تخصيصها والخصوصية الجنسية تلغى بدليل العقل والنقل.
ثم طالما ان هناك فروع وتخصصات فعلى المراة ان تلتحق بالتخصصات التي تناسبها وتسد حاجة في المجتمع كالطبيبة والجراحة والمولدة الخ.
والعجيب ان هناك أناسا يجهرون بمعارضتهم لفكرة تعليم المراة بدعوى العفة والنزاهة ولكنهم لايتورعون في علاج زوجاتهم وبناتهم عند الرجال وهذا كتصفيق زفات اعراسنا تحبس النساء وتطلق في يوم الزفه لتفعل مايحلو لها!
4.وهنا نقطة مهمة وهي ان بعض العلوم هي هدف بذاتها كالمعارف الربوبية ومعرفة الله ومعرفة النفس والمعاد وبعضها وسائل لغاية اسمى فمثلا الفقه يدرس حتى يتعلم الانسان كيف يؤدي وظيفته عارفا حقوقه وواجباته وكذا الاخلاق.
ولذا يرى الفقهاء ان هذا الوجوب وجوب مقدمي أي وجوبه كونه مقدمة لوجوب إسلامي .
ولكن هذا لايمنع بعض الفقهاء بالقول ان وجوبه وجوبا تهيؤيا لا مقدميا أي انه وجوب قائم بذاته وما ذاك الا لانه مضى الزمان الذي يتعلم فيها الفرد مختلف العلوم بفترة قصيرة واليوم هو التخصص بادق الأمور ولم يعد من الممكن ان تتقن تلك العلوم بغير التحصيل الدراسي والتطبيق العملي .
5.العالم اليوم يدور حول قطب رحى العلم وبدونه لانستطيع خلق مجتمع غني مثقف مستقل قوي حر عزيز وهذا يدعونا بمقام للقول بوجوب تعلم كل العلوم التي لاتتعارض والإسلام للوصول للاهداف السامية المذكورة.
6. - إن كل واحد منا مشروع، ومرشح ليكون من الدعاة إلى الله –سبحانه وتعالى–.. إن الإسلام انتشر في الجزر النائية في بعض القارات، على يد بعض التجار.. والإسلام في اندونيسيا والتشيع، انتشر على يد بعض اليمنيين الذين ذهبوا إلى تلك الجزر.. والبعض له مزارات معروفة في تايلاند، ومزاره يعتبر من معالم البلد، وهو من وجهاء البلد، ومحترم في تلك البلدة.. علينا أن نطلب من الله –عز وجل– أن يجري على أيدينا هذا الخير، فكل واحد منا مشروع لذلك!..
Unknown Web Developer

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق