الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

قاتلوا الذين لايؤمنون بالله


بسم الله الرحمن الرحيم
(قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولايحرمون ماحرم الله ورسوله ولايدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (التوبة 29)
1.تتعلق هذه الاية باهل الكتاب وهم كل من يعتنق احدى الديانات السماوية كاليهود والنصارى (المسيحيين) ويحتمل كون المجوس منهم . وهي تصرح بوجوب مقاتلة هؤلاء حتى يدفعوا الجزية فياترى هل ان الحرب مع اهل الكتاب مقيدة ام مطلقة؟ هل نبداهم بقتال ام عندما يعتدوا علينا؟ وهل هناك ايات أخرى توضح المطلوب؟
2.لكي نفهم المضمون يجب ان نفهم قاعدة المطلق والمقيد فمثلا لو قال شخص احترموا فلانا مرة ومرة أخرى أخرى قال احترموا هذا الشخص عندما يدخل بيتنا فالاولى مطلقة واذا اتبعناها يحترم هذا الشخص على أي حال اما اذا اتبعنا الثانية فهي قد خصصت الاحترام في البيت وهذا معناه ان نحمل المطلق على المقيد وهذا الذي حصل مع الايات الجهادية فنقرأ (قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولايحرمون ماحرم الله) (التوبة 29) ومن جهة نجد (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) (البقرة ي190) فهل هنا المقصود مطلق القتال ام مقيد؟
3.هنا نعطي رايين:
الأول : نحمل على المطلق وبذلك يجب قتل كل غير مسلم او ان يكون كتابيا فيدفع الجزية.
الثاني : نحمل المطلق على المقيد فنعمل استنادا الى الايات التي تبين الأصول الشرعية للجهاد منها مثلا ان يعتزم العدو محاربتكم او يقف بوجه نشر الدين (حرية الدعوة) وكما تقول الاية (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان) (النساء 75) .
4.وهنا سؤال اخر هل يامر القران الكريم بمحاربة جميع اهل الكتاب ياترى اليسوا ديانات سماوية ام ان المعيار هو الدين الصحيح وبذلك فكل من يشرك بالله بان يضع ثالث ثلاثة فيقولوا المسيح رب او اليهود وما يقولوه بيهودا او أصحاب يد الله مغلولة كلهم كفار ومن هذا ستخرج طائفة كبيرة من المسلمين هنا ظهر رايان احدهما اتجه الى تكفير هؤلاء والأخر قال ان اهل الكتاب ليسوا سواء ولايمكن تكفير كل الطائفة.
5.لا شك ان القران يضع تباينا بين المشركين وغيرهم فيحارب الأول دون قيد او شرط في حين تدفع الفئة الثانية الجزية وتسلم والجزية بمعنى الفدية فأن دفعها اصبح واحد من افراد الحكومة الإسلامية وبحمايتها والا يحاربوا وبالنتيجة يدفعوها وهم صاغرون أي خاضعون وهذا فيه كلام كثير يأتي تباعا.
6.مجموعة أسئلة :
الأول: الجهاد شيء سيء ولا يحبذ ان يكون في التشريع القراني ؟
الثاني: المسلمون دخلوا الإسلام بهذه المادة القانونية لذا فالاسلام دين مفروض ؟
الثالث: أي حرب شرعها الإسلام فهل يقبل بالقتل الجماعي والمدبر والنساء والأطفال الخ؟
الرابع: هل شرع الإسلام الحرب تحت أي ظروف او شروط؟
7.من المسائل المطروحة هي حقيقة الجهاد في الإسلام لان الموروث الإنساني يفهم منها الحرب والسلب والسيطرة ففي سابق الزمان كانت الحروب تنوي السيطرة على الشعوب واستنزاف ممتلكاتهم واذلال الشعوب بحجة ان هناك شعوبا ادنى وجنسا افضل اذن كيف تتفق هذه مع الشعارات الإسلامية؟
8.ولكن اذا كانت الحرب من اجل ردع ظالم ماذا يقول الدين هل يقول الحرب سيئة بكل الأحوال تنظر بعض النظريات الى وجوب الجهاد عندما يتعرض للاموال والانفس ولكن الإسلام تجاوز ذلك فقال (من قتل دون ماله ونفسه وأهله وارضه ... فهو شهيد) ومن هنا أضاف الإسلام لها إضافة عمودية وهي الشرف والكرامة فلو أراد احد سلب حريتنا وجب الجهاد ولانقف مع من يقول السلم افضل بل هنا الحرب افضل (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) (البقرة 251)
9.هنا موضوع مهم وهو الحقوق وايها لنا ان ندافع عنها فلقائل ان يقول ان الدفاع يكون عن الحقوق الشخصية وماشاني والاخرين والأخر يقول حقوق العشيرة والأخر المذهب والأخر البلد والأخر الدين وهكذا وفي الحقيقة ان هناك حقا مقدسا يجب الدفاع عنه وهو حق الانسان والدفاع عن الإنسانية ومن مصاديقها الحرية والكرامة والعفة الخ.
*الامر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما يكون المنكر حقا والحق منكرا فهنا الدفاع عن حق انساني رفيع للحفاظ على القيمة الإنسانية.
*الدفاع عن حرية الراي ونشر الدعوة السليمة ونبذ أفكار التطرف والشرك.
*الدفاع عن الحرية ودعم الاحرار في كل بقعة من العالم ونبذ الكبت وخنق الشعوب.
لذلك فكل دفاع هو مقدس اما اذا كان دفاعا عن الاخرين فهو اقدس لان الطابع الشخصي يتغير الى العام الشامل واذا تعدى الدفاع الحدود القومية والدينية اصبح اكثر قدسية واحترام!
ومن هنا لااستغرب عندما يدافع الفلسطينيون عن ارضهم ولكن الاحترام والتقدير للحكومة الإسلامية في ايران التي خسرت الكثير في سبيل القضية الفلسطينية رغم ما عاناه التشيع منهم !
10.من مصاديق الدفاع المقدس هو الدفاع عن التوحيد فقد اختلف العلماء في ذلك فمنهم من يرى انه من الحقوق العامة للناس وهنا تشرعن الحروب من اجله ومنهم من يراه انه حق شخصي ولاشرعية للحروب من اجله!
الدول اليوم لاتخلوا من كونها ثلاث اما القانون الرسمي الإسلام وهنا يصبح ملكا عاما ومنها تمنعه ومنها تترك الامر طليقا والكلام في هذين الاخريين .
11.من ناحية الجبر والتخيير تختلف الأشياء فمنها ماتقبل الجبر ومنها ما تأباه  فمثلا اذا ارادت الدولة معالجة مرض خطير هنا تجبر الناس على التلقيح ولايمكن لاحد ان يتمانع ولكن اذا ارادت الدولة تربي المواطن على حب الوطن فهذا لن يكون بالجبر ابدا وكذا الحال مع صنوف التربية الأخرى كالحب والغض والصدق فياترى هل الايمان منها ؟
12.ان الشرط الأساسي للايمان هو الاعتقاد والميل ولكي يكون الانجذاب يشترط أولا العلمية والموضوعية وثانيا العاطفة والمحبة ولايمكن تحقيقها بالعنف وهذا هو شأن الأمور الفكرية والعقلية ذلك ان الفكر يتبع المنطق وبذلك لايمكن باي حال من الأحوال الجبر في الايمان بل وشرع التقليد ومنعه في التوحيد!
ومما يحكى ان بعضا من ابناء المسلمين تعلموا القراءة والكتابة على يد اليهود هناك في المدينة قبل الإسلام واعتنقوا اليهودية وطلب الإباء من النبي (ص) ان يجبروا أبنائهم على الإسلام فقال (لا اكراه في الدين)
13.هناك مقاربة بين أصحاب الرايين وهي انه صحيح ان التوحيد ملك عام وليس حقا شخصيا ولكن لان الايمان لايمكن ان يفرض لما ذكرناه سابقا فلا يمكن الحرب لفرض التوحيد نعم يمكن الحرب مع المشركين لاقتلاع الفساد وليس لجبر التوحيد.
14.نزل الوحي على النبي (ص) بسن ال40 وتعرض مع صحابته لالوان العذاب فهاجر جزء الى الحبشة ورزح الاخر في شعب ال ابي طالب والمسلمون يطلبون الاذن بالرد والنبي (ص) يرفض حتى 13 عام الى ان خرج الإسلام من مكة وامن نفر من المدينة وبايعوا النبي(ص) ووعدوه بالحماية وهاجر المسلمون تدريجيا وصودرت ممتلكاتهم هناك وبقي النبي (ص) سنة بعد الهجرة الى نزلت الاية:
 (ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لايحب كل خوان كفور اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز الذين ان مكناهم في الأرض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) (الحج 38)
Unknown Web Developer

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق