انتقدت أوساط أكاديمية وإعلامية وسياسية التدهور الخطير الذي تعانيه العاصمة العراقية بغداد، والتشويه المتعمد والعبثي الذي أصاب محالها وأزقتها وأهم معالمها التراثية والحضارية خلال السنوات العشر الماضية، إضافة إلى خرق التصميم الأساسي للمدينة، وتراكم النفايات والأوساخ فيها.
وتعاني مناطق عدة ببغداد من تردي الواقع الخدمي وتقادم بناها التحتية، إضافة إلى عمليات منظمة لتقويض معالمها التراثية المميزة واقتلاع أشجارها المعمرة، وتغيير ملامحها وخريطتها لصالح منشآت استهلاكية على حساب بساطتها وهويتها الضاربة في القدم، مما أدى إلى تراكم التلوث البصري والبناء الفوضوي فيها، وبشكل لا يليق بـ«عاصمة الرشيد» التي كانت حاضرة الدنيا على مر العصور والأزمان.
وكانت منظمة «ميرسر» قد صنفت في تقريرها لعام 2011 بغداد باعتبارها «أسوأ» مدن العالم من ناحية نوعية الحياة ومستوى الأمن، مما سبب تذمر العراقيين، وأخذ مساحة من نقاشاتهم اليومية.
الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي علي العلاق، حمل، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال السنوي بـ«يوم بغداد»، الذي أقيم، أمس، في متنزه الزوراء، «أمانة بغداد» مسؤولية ما تشهده العاصمة من تجاوز وإهمال وتشويه، موضحا أن الحكومة لا تريد بناء «ناطحات سحاب» في بغداد، وأنها تريدها «بسيطة وعفوية»، وتحتوي على «محطات نتنفس فيها عبق الماضي وذكرياته».
وأضاف أن «بغداد تختزل تاريخ العراق وتشكل محطات تاريخية، بما تزخر به من أحداث كبرى، وعليه، يجب أن تكون محمية حضاريا وتاريخيا، ومن المؤسف أن نرى الإهمال والتجاوز والتشويه لا يزال واقع هذه المدينة، وأن أهم مشاريع التأهيل لم تشهد تقدما ملموسا حتى اليوم».
بدورها، تذرعت أمانة بغداد، وعلى لسان أمينها عبد الحسين المرشدي، بالصلاحيات التي تفتقر لها الأمانة من أجل الشروع في ترميم البيوت البغدادية غير العائدة للأمانة، لجعلها مكانا تراثيا جميلا، مؤكدا أن الأمانة تبذل كل ما في وسعها من أجل تجميلها وتنظيفها.
الاثنين، 4 نوفمبر 2013
سكان بغداد يشكون من خرابها.. والحكومة تتهم أمانتها
شبكة سيددخيل الاخباريه وكالات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة
(
Atom
)
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق